آنَ ألأوان لحوار الاسرة الواحدة وبلغَ مِلءْ ألزمان لنوحد كنيسة الرب


قال الربُ المثل الذي نتهرب منهُ جميعا:


مرقس(7-27): وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا:" دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ".


فالسيد المسيح كان يتكلم مع إمرأة أُممية فينيقية واقفة أمامهُ بين أهلِ بيتِهِ عندما قال هذا المثل, وقد يُظنْ بأنَّ الربَ ينعتُ ألأُممين بالكلابِ, وهكذا يبدو للسامع او القاريء, لكن الحقيقة ألمُطلقَةَ هي غير هذا, فالسامعين من اهل بيتِهِ والأُممية التي كانَ يُخاطِبُها فهموا المَقْصَدْ , أَلا وهو بالبساطةِ "ليسَ جيداَ أن يُمرمى خِبْزُ ألبنين قبلَ أن يشبع اي أهل البيت للأجانبِ ألذين في خارجِ ألبيتِ". فالمثلِ عن الكلابِ مقصودُ بهِ ألعادة السائدة بتواجد كلاب الفلاحين او المزارعين خارج البيوتِ أو ألمزارع لتقوم بالحراسةِ دائماَ, وليسَ كما هي الحالُ اليوم مع الكلابُ الاوربية ألمدللة التي تتربع على السجاجيد او ألأرائكِ في داخِلِ ألبيوتِ. ولذا أجابت المرأة الأُممية جوابها من دون أن تفهم بأنها نعتت بالسوء, وقالت: فحتى كلاب الحراسة التي تُقيم بالحراسة خارج البيت تقتات من الفتات الساقط على الارض من ايدي اهل البيت, فقال لها الربُ " يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ".


وهذا حالنا اليوم فنحنُ منشغلين بحوار تعايش الاديان مع الذين في الخارج, وننسى أن نتحاور اولا بين افراد الاسرة الواحدة واهل البيت! " فمن الاولى أن نتحاور معهم؟ أَليس اهل البيت وافراد العائلة الواحدة من الكاثوليك والاورثودوكس والبروتستانت وبقية افراد هذهِ الكنيسة والاسرة الواحدة التي إشتراها وحررها فادينا الربُ بدمهِ أولى! فنُعيد السلام واواصر المحبة في عائلة الربِ الواحدة أولاَ!


علينا أن نقف ونتأمل الذي فرق أفراد الاسرة, وألأفكار الخاطئة المنفردة كُلُ في ما رآه وإِنفردَ به, فحتى الربُ عمانوئيل فرقناه وشتتناه فجعلنا فيهِ روحين وطبيعتين ومشيئتين ونعتناهُ بإِزدواجية الشخصية والتصرف, فتارةَ جعلناهُ إلاها وتارةَ أُخرى جعلناهُ إنسانا, وهو ببساطة الكلمة "ألإلهُ ألمُتجسد عمانوئيل" ألإله السائر بين البشر الذي قَبِلً بجسد بشريتنا لكي يستطيعَ أن يُفدينا. وجعلنا للمؤمنين العبيد فوائضَ ألقديسين, وقمنا بتوزيعها للمعتازين والمُشترين, بينما قال الربُ:


لوقا(17-5): فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ:"زِدْ إِيمَانَنَا! " (6) فَقَالَ الرَّبُّ:" لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ (7) وَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى، يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعًا وَاتَّكِئْ " (8) بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ: أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ، وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ؟ (9) فَهَلْ لِذلِكَ الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ. (10) كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا. 


فهل التلاميذ الذين خاطبهم الرب أَقَلُ شأنا من القديسين, فمن اين فوائضهم؟ وهم بكل أيمانهم لم يصلوا لمقدارِ حبةِ خردلِ بإيمانهم, ومن أينَ أَتتْ فوائضهم, وهم لم يفعلوا إلا ما كانَ يجِبُ عليهم! فإِنْ سَمِعَ ألربُ لشفاعتهم, إنما يسمعُ لهم لانهم عبيدُ بطالون جيدون فعلوا ما وجبَ عليهم لا أكثر ولا أقل! فمن اين فوائضهم؟ فهل لبولس الذي تعبَ أكثر من الكُل فوائِض؟ إِنَّهُ لا يستطيعَ أن يدفع حساب خطيئة مرضاتهِ على مقتلِ اسْتِفَانُوسَ! فهل يستطيع بولس أن يُخلِصَ ذاته؟ حتى يكون لهُ فوائض!


فكل إِنسان مثل الصفحة البيضاء النقية ما دام لم يرتكب اي خطيئة, فلو فعلَ ملايين ألأعمال الصالحة, وقَدّم لله ملايين الصلوات والصدقات, فهذهِ جميعا لا تجعل صفحته أكثر بياضا, بل هو بهذهِ جميعا إِنما يُحافظ على بياضها كما هو, وهذه الصفحة تتسخ وتتلوث بإرتكاب اية خطيئة, ولا يمكن تنضيفها او قصرها إلا بدم المسيح, اي تغطيتها بحياة ابدية واحدة يدفعها الرب عن كل خطيئة من خطايا المؤمن ليُعيد صفحة ألمؤمن او ألقديس او ألنبي لنقاوة بيضاها الاول, وقد ذكرت الآيات أدناه ذلك:  


رؤيا(7-14): فَقُلْتُ لَهُ:"يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ". فَقَالَ لِي:"هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوها فِي دَمِ الْحملِ.


فالصلوات هي طلبات وكلام مع الرب الاله, فهي لا تزيد رونق بياض صفحة الانسان فاعلها, فكيف ستزيد او تفيض عن حاجة المؤمن مهما بلغت مدتها او شتدتها, وكذلك الاعمال الصالحة, ففاعلها لا يُحمل الله جميلاَ بفعلها, بل هو مجرد عبدُ بطالُ لسيده, وهو يفعل ما أُمِرَ به, أم يقل سيده " أحبب قريبك كنفسِكَ" فمهما فعلتم تجاه أنفسكم, هل تمنون على الله شيئا بهِ, فأنفسكم والقريب واحد, فما منيتم على الرب بشيء لتدعوا بصلاحِ إستحقيتموه ولم تنالوه, بل فعلتم ما أُمِرْتُم به, وإلا لكنتم عبيد جاحدين, فتستحقون عندئذِ غضب الربِ, وإِنْ صامَ إِنسانُ مؤمنَ وصلى ليلاَ ونهارا, وأَحرقَ ذاته شمعةَ أمام الله, فهو لا يفعل إلا واجِبهُ وما أُمِرَ به بحسبِ الوصية الأُولى أَنْ " أَحبب الربَ إِلاهكَ من كُلِ نفسِكَ وقلبِكَ" فما منيتَهُ على مَنْ لم يَخلِقَهُ من العدمِ فقط, لا بَلْ فداه على الصليب, لأَنَّهُ هكذا علواَ  بَلَغَت محبَتِهِ للبشر والمؤمنين, فمن فعل هذا لاجلِكُم ! كيفَ سَتوفوهُ حقَهُ؟ لكي يتبجح أحدُكم بفوائِض مَنَّ بها عليهِ؟ ولا ننسى قول الربِ في:

لوقا(18-19): فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" .


فمن هم هولاء ألقديسين الذين أصبح لهم على غفلةِ من ألزمن "فوائِض"  من الصلوات أو الأعمال الصالحة التي عملوها خلال حياتهم، تكفيهم وتزيد عن إستحقاقات الله منهم وعليهم، وللكنيسة الحق التصرف بها وتوزيعها على المحتاجين مقابل أعمال وخدمات جليلة يقدمونها للكنيسة او المؤمنين من إخوتهم! هل هذا كلامُ مقبول لاهوتيا؟ أَتسلبونَ ألله حَقه؟ أم تجعلونه غير صادق بقولهِ ألآيات من لوقا(17-9/10)! وهنا نقول "حاشا والف حاشا, فراجعوا مواقفكم وتفكيركم, وإلا لجحدتم الله حقه, وأبطلتُم وصاياه ألأُولى والثانية! فمهما فعل الأنبياء وألرُسل, وألمؤمنون لا يفونَ ألله حقه! فكيف سيَمنونَ بفوائِضِ إِستحقوها في خذمتهِ وتوقيرهِ؟


ودمتم بحماية من خلقَكُك وفداكُم وسَيُألهكُم وأَنتُم غير مُستحقين


أخوكم في ألإيمان والتبني بفداء الرب ومَحبَتِهِ ألأبدية


نوري كريم داؤد


03/ 01/ 2013



"إرجع إلى ألبداية"